أبدع المغاربة في تحضير الشاي وجعلوا له طقوسا احتفالية خاصة، لا تقتصر على المناسبات والأعياد، بل تعد جزءا من الحياة اليومية، تعد جلسة الشاي وسيلة للترحيب بالضيوف، لذا يحرص المغاربة على اقتناء أواني جلسة الشاي بعناية، وأهمها البراد والكؤوس المزخرفة والصواني.
طقم الشاي التقليدي
يعتبر طقم الشاي أحد رموز التراث المغربي، فهو يقدم كهدية فخمة للعروس، ويمثل جزءا مهما من جهازها. وقد حافظ الحرفيون على صناعته منذ دخول الشاي للمغرب في القرن الثامن عشر، وتفننوا في زخرفته بنقوش رائعة وبديعة، ويتكون طقم الشاي التقليدي المغربي من صينيتين واحدة تضم البراد والكؤوس، وأخرى تضم ثلاث علب، تكون كل واحدة منها مخصصة لمادة من مواد إعداد الشاي، فنجد السكر والنعناع ثم حبوب الشاي، ويوضع طقم الشاي في الصالون ويغطى بمناديل من قماش شفاف ومطرزة بأحد أنواع الطرز المغربي. ولا يقتصر دور البراد على كونه آنية فقط لتقديم الشاي بل يعد بمثابة مايسترو يتوسط الصينية، إذ تتحلق حوله الكؤوس في تناغم مع الحافة الدائرية للصينية في مختلف المحافل بتنوع مناسباتها، أما الكؤوس فهي متعددة الأشكال والأحجام، والزخارف، وأشهرها كؤوس البلار الملونة.
جلسة الشاي
حافظت جلسة الشاي المغربية على مكانتها وحضورها داخل البيوت، وفي مختلف المناسبات، وكذا في جميع الأمكنة في البوادي أو في المدن، احتفاء بالمشروب الساحر، الذي أصبح رمزا مغربيا بامتياز.
لإعداد الشاي طقوس خاصة، فهو يحضر أمام أعين الحاضرين من طرف شخص يعرف بإتقانه لتحضير الشاي، إلا أن هذه العادة أصبحت تقتصر على المناسبات الكبيرة كالأعراس وحفلات العقيقة. وتطورت جلسات الشاي بالمحافظة على صينية البراد والكؤوس، وإضافة أواني ملائمة لتقديم الحلويات والفواكه الجافة التي ترافق الشاي.
ومن خصوصيات الشاي المغربي إضافة أوراق النعناع، أو نباتات عطرية إليه مثل الشيبة والعطرشة، والنعناع العبدي والسالمية.
لا تكتمل مائدة جلسة الشاي إلا بأغطية الصينية المطرزة، والمناديل الصغيرة، والفوط المبللة بماء الزهر لمسح أطراف الأصابع.